Tuesday, 19 March 2019

حكاية مناقشة رسالتي الدكتوراه


بما انو الحين عدّت سنة على مناقشتي للدكتوراه
قررت انو خلاص لازم اكتب تجربتي وأوثقها، اللي قعدت أأجل في كتابتها لين ماصار عليها سنة

مراحل رسالة الدكتوراه تبعي في كل سنة صار فيها حدث مُميّز
في ديسمبر ٢٠١٧ سلّمت الرسالة
في مارس ٢٠١٨ ناقشت الرسالة
في جانيواري ٢٠١٩ استلمت شهادة الدكتوراه

طبعاً دراستي للدكتوراه كانت في جامعة ليستر، بدأت من جانيواري ٢٠١٤ وانتهى كل شيء يتعلق بالدكتوراه في جانيواري ٢٠١٩، حاولت آخذ أطول مدة ممكنة أقدر أقضيها في الدكتوراه

مرحلة جداً مُمتعة لأبعد حد، من أجمل مراحل حياتي، على التعب والضغط اللي كان فيها بس كنت جداً مُستمتعة ومبسوطة، ونفسيّتي كانت جداً مرتاحة

مُشرفي في الدكتوراه كان الحمدلله أرهب مُشرف في العالم، مُحترم جداً ويعاملنا بإنسانية ويراعي نفسيّاتنا وكان جداً قريب مننا، مُشرف نادر جداً في علمه وأخلاقه وقياديّته، ومتواضع ويفتخر فينا كطلاّبه، والداعم الأول لنا نفسيّاً ومعنويّاً، ويهمّه جداً انو نكون مبسوطين ومرتاحين .. من الأشياء اللي مرة مأزمتني ومتعبتني الحين اني اجلس اقارن وضعي معاه بوضعي الحالي

في التدوينة محا أحكي عن تجربتي ككل، لأن سبق واتكلمت عن تجربتي في الابتعاث وعن نبذة صغيرة عن بحثي في فيديوهين من تصوير فريق يوكي بالعربي مشكورين




تركيزي في التدوينة حيحكي مشاعري من وقت تسليمي للرسالة الى وقت استلامي للشهادة

سلّمت الرسالة في آخر يوم من السنة الرابعة لمرحلة الدكتوراه اللي كان يوافق ١٤ ديسمبر ٢٠١٧، شعور وأنا أسمع صوت الطابعة وهيا بتطبع الرسالة شعور رهيييب واحساس بالانجاز والفخر واحساس تعب الـ ٤ سنين أشوفو ينطبع قدّامي، شعور مليان فرحة انو الحمدلله قدرت أوصل للنهاية، شعور انو انا قدرت أكتب كل دا، يخلّيني أفتكر رهبة وخوف أول يوم بدأت فيه الدكتوراه لما كنت أشوف رسايل الطلاب اللي قبلي وأقول معقول أنا حأقدر أكتب زي كدا وقد كدا، جا اليوم اللي أقدر أقول فيه ايوا قدرت ايوا سوّيتها الحمدلله



طبعت نسختين من الرسالة واحساسي وانا ماسكتهم بيدّي شعور مُهيب😩، انو تعبي وجهدي ماسكته بيدّي وشايفتو قدام عيني، وسلّمتها لمطبعة الجامعة تغلّفها، بعد التغليف سلّمتها رسمياً للجامعة




احساس ماينوصف أول ما سلّمت الرسالة اللي خلاص حسّيت إجازتي بدأت، ولأول مرة بعد ٤ سنوات راح أحس بطعم الاجازة من غير مايكون في شئ شاغل بالي، مُهمّتي الصّعبة انتهت والجزء الأصعب انتهى

فترة الانتظار من وقت تسليمي للرسالة لـ وقت تحديد الفايفا (مناقشة الرسالة) كانت فترة صعبة بالنسبالي صعوبتها ماكانت تتعلق بالرسالة، كان فيها توتر وقلق ومواعيد مستشفيات وفجأة موعد مع الجرّاح يقولي لازملي عملية

اتحدد موعد الفايفا في يوم ١٩ مارس ٢٠١٨، والعادة قبل الفايفا المشرف يعمل مناقشة تجريبية حتى يأهلنا ويدربنا على أجواء المناقشة، الفترة اللي قبل الفايفا تبعي كان في إضراب في الجامعات البريطانية من بعض أعضاء هيئة التدريس، ومشرفي كان من ضمن حزب المضربين فما كان يداوم في الجامعة، ومن شدّة حرصه واهتمامه استضافني في بيته قبل يوم المناقشة الفعلية حتى يتطمن انّو اموري كويسة و إنّي مُستعدّة للفايفا، الخطوة و المبادرة دي من مشرفي خلّتني أحترمه أكتر، على الرغم من إضرابه الا ان طلابه ومصلحتهم أولا وأهم من كل شيء


جا اليوم الـمنتظر، يوم ١٩ مارس يوم الـمناقشة، جرت العادة انو الـمختبرين يكونو ٢، مختبر داخلي ومختبر خارجي، المختبر الخارجي عادة يكون من مدينة ثانية، فالمختبرة تبعي كانت من لندن وعلى أساس تبدأ المناقشة تبعي الساعة ٢ الظهر، وانو حاطين في بالهم لازم نخلص على ٥ او قبل عشان يمديها تلحق القطار وترجع لندن

وصلت الجامعة ع ١ ونص، الا أشوف المختبر الداخلي يمر مكتبي ويقولي حنبدأ بدري على ٢ الا ربع، انبسطت قلت كويس يصير نخلص بدري، وطبعا قبل أدخل الاختبار أخذت شوية جرعات تحفيزية من مشرفي ومن زملائي ورحت عالقاعة


في قاعة الاختبار كانو ٣ أشخاص، الـمختبرين الـ ٢ و رئيس القسم موجود عشان يكتب محضر في مجريات المناقشة، أول ما بدأنا الـمختبرة الخارجية طلبت أعرّف بنفسي وايش مؤهلي وتخصصي قبل ما أبدأ دراسة الدكتوراه، من يوم ماعرفت انو البكالوريوس تبعي أشعة (ومن كلية صحية) ومو فيزيكس أحسّها حقدت عليّا وقلبت وجهها والابتسامة راحت وحطّتني في رآسها ف حسّيت زي الحرب بدأت

 صارت تسألني في كل شيء يتعلّق بالفيزيكس، دا ايش ودا ايش معناه ودا ايش تعريفه ودا ايش شرحه ودا ايش قانونه ودا ايش قيمته، تعّبتني ونشّفت ريقي، واحيانا اذا جاوبتها بس مايعجبها جوابي تكون مُصرّة الا اجاوب بالطريقة اللي في بالها، بس من لطف ربي وحسن حظي رئيس القسم كان يتدخل ويعيد لها جوابي بطريقة ثانية فتقوم تسكت وتروح لسؤال استقعادي ثاني (مع انو المفروض مايتدخل) بس لأنو حاسس بالاستجواب الفيزيائي اللي قاعد يصير معايا، طبعا من أنظمة المناقشة انو المناقش الخارجي هوا اللي له نسبة الأسئلة الأكثر، والمناقش الداخلي مهمته انّو يدير الحوار ويسأل أسئلة أقل

عدّت ساعتين من المناقشة وانا ما حسّيت بيها من كتر الاسئلة اللي انسألتها، فوقتها رئيس القسم قال نقدر ناخذ بريك لو حابّين ف سألني وقلت انا لا ما ابغى ابأكمل، من بعد ماشفت الساعة بعدها صرت أحس الوقت مرة بطيء ويمشي بشويش، وهما استوعبو انهم طوّلو معايا والوقت مشي وما ناقشوني في شئ عن بحثي ولاشغلي ولا النتايج كل الوقت راح في اختبار معلوماتي الفيزيائية فقط لاغير، ف وقتها دخلو في البحث وصارو يمشو صفحة صفحة ويعطو مقترحات بالتعديلات او يسألو كيف سويت وكيف حللّت و الخ

لـمّا جات الساعة ٥ ونص (يب الفايفا تبعي اخذت قريب ٤ ساعات😭) قالو خلاص شكراً، تقدري تستنينا برا ع بال احنا نتناقش بيننا وبعدين نناديكي نقولك القرار، رئيس القسم قلي اطلعي روحي الغرفة اللي جمبنا حتلاقي قروبك كلو يستناكي

كلهم كانو متوترين لأنو مرة اتأخرت و مرة طوّلو معايا، أنا وقتها أحس مخي مو معايا أحس كأني كنت في عالم ثاني وطلعت منّو و مو قادرة أشوف شي و مو قادرة أركز، ومصدومة جددداً من الوقت اللي أبداً ما اتوقعته يكون كدا طوله

بعد ربع ساعة نادوني تاني ودخل مشرفي معايا، قالو احنا نشوف انو في تعديلات عالرسالة يحتاج تسويها بس مع ذلك (مبروك) انتي أخدتي الدكتوراه، وخيّروني كم أبغى مدة التعديل والتصحيح عالرسالة ٦ شهور ولا سنة، المشرف قال ٦ شهور تكفي وبالراحة كمان يمديكي تخلصي قبل

جاني برود وتبلّد ما حسّيت بطعم الفرحة، قتلوها وما وصلني احساسها، ما اتوقعت انو شعوري يكون كدا، وقتها قعدت أقول احساس وفرحة طباعة وتسليم الرسالة أحلى وأجمل من احساس سماع كلمة مبروك حصلتي على الدكتوراه، معرف اللي ما استوعبت ومافي ردة فعل غير انّي مقهورة من المختبرة الخارجية (والساعة ٦ بالزبط خرجت من القسم)، احساس اللي ايش ايش صار انا فين انا مين احساس غريب مرة

خرجت و قروبي يبارك لي بس أنا مو مستوعبة لسا، اللي خلاص معقول خلصت خلاص عدّيت الفايفا وكمّلت المتطلبات تبع الدكتوراه، عشرين ألف علامة استفهام على راسي 


استقبلني القروب بعد سماع القرار بهدية تنعش روحي

وكانو كمان ماما وأصال أختي يستنوني أطلع وجايين الجامعة من الساعة ٤، ومتحمسينلي مرة

 

فرحة ماما تسوى عندي الدنيا كلها، لـمّا شفتها كيف مبسوطة وفخورة وطايرة من الفرحة، أقول الحمدلله ان شاء الله أكون رفعت راسك، ونجاحي دا لكي

 وحدة من أروع التعليقات اللي وصلتني و جددداً لامست قلبي 😩💖



وما أنسى كمان دعم الأحباب والأصحاب


و لـمّا تكون صحبتك عارفة كل شي، وعايشة معاكي سنوات الدراسة بحلوها ومرها وضغطها وصغيرها وكبيرها، وفوق كذا تدعمك وتنصحك وتوجّهك للأفضل وتبغاكي تكوني أحسن في كل شئ، الله يسعدك ويعطيكي كل اللي تتمنيه وتطمحيله يارب




طبعا فترة تصحيح الرسالة ٦ شهور، أول ٣ شهور ما سوّيت فيها شئ، لظروف العملية والنقاهة مابعد العملية وبعدها رحت لأهلي في أمريكا، بعد ما شحنت طاقة رجعت للجامعة وبدأت أسوي التعديلات بس كان إنجازي بطيء، لأن المشرف كان يجبرنا نداوم كل يوم دوام كامل واحنا وقتها ما كنّا نعرف ايش القوانين بالزبط وفي نفس الوقت كنت أقول انو المشرف كان معايا مرة كويس طول الـ ٤ سنين فخلاص أتحمّل اللي باقيلي كلها ٣ شهور، ولأن أساساً ملف الرسالة كامل كلو كتبته ع كمبيوتر الجامعة فكذا كذا مضطرة أروح الجامعة

النّظام لـمّا أجي أسلّم الرسالة، أسلّمها لـ المختبر الداخلي وهوا يتأكد ويشوف اذا استوفيت التعديلات الـمطلوبة، وكانت البوست دوك اللي مع مشرفي تتابع وراه حتى يقرالي التعديلات ويصير يمديني أطبعها وأسلّمها في الديدلاين الـمُحدّد



وافق الـمختبر الداخلي عالتعديلات وطبعت النسخة النهائية الحمدلله وسلّمتها لـمطبعة الجامعة تغلّفها تغليف فاخر





كمان مرة تانية فرحة طباعة الرسالة وفرحة استلامها بعد تغليفها احلى وأجمل بكتير من فرحة سماع كلمة مبروك من المختبرين





كنت جدا مبسوطة بالرسالة،انجاز عظيم الحمدلله، وقَعَدت أتصور معاها وأصوّرها في كل ركن في الجامعة






وخلاااص كدا انتهى دوامي رسمياً في الجامعة في اكتوبر ٢٠١٨ وماله حق مشرفي يطالبني بالدوام بعد كدا





وكعادة قروبنا الأكثر من رائع، نحتفل دايما بكل مناسبة، ومناسبة دي المرة كانت غير، مناسبة توديعي و رجعتي للسعودية



حفلة تخرّج الجامعة الرّسمية كانت في جانيواري ٢٠١٩، وكنت مرة مترددة اروح احضرها ولا لا، بس الكل كان يحمّسني 
ويشجّعني احضرها، واهلي كلهم كانو متحمسينلها اكتر مني، والحمدلله ربي سهلها وكتبها لنا كلنا نحضرها



 ومازال مشرفي يحرجني بلطافته وروعة تعامله 



لحظة تاريخية تستحق التوثيق وتستاهل المشوار والروحة لها، مشاعري كانت مختلطة ما بين مبسوطة انّي وصلت للنهاية اللي كنت استناها من زمان وفِي نفس الوقت زعلانة لانو خلاص عهدي ب ليستر حينتهي او انتهى بالاصح 

بس في النهاية اقول الحمدلله ربي كتبلي أعيش التجربة كاملة، واتخلل تجربتي مغامرات وحكايات حتنطبع في ذاكرتي ومحا أنساها والحمدلله انفتحتلي فُرص كنت أتمناها وما كنت اتخيل انو ممكن تتحقق


وبرضو جون بيبهرني بلطافته



الحمدلله كل دا كان بفضل وتوفيق من الله، وثم دعاء ماما وبابا، ودعم وتشجيع اهلي وأصحابي وكل اللي حواليا
الحمدلله أتحقق الحلم الكبير .. و القادم أجمل بإذن الله 


2 comments:

  1. ما شاء الله مبارك ملايين دكتوارة ، استمعت بقراة الموضوع ، دعواتك قريب اناقش :)

    ReplyDelete
  2. مبارك عليك الدكتوراه الله ينفع بعلمك

    ReplyDelete